Kamis, 23 Desember 2010

تلقين الميت

المنتدى : الإسلامي العام
افتراضي تلقين الميت

إن تلقين الميت كلمة التوحيد [لا إله إله الله محمد رسول الله] أمر جائز شرعا، موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مستند لمحرميه إلا ادعاؤهم بأنه بدعة لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، والحقيقة أن له نصوصا تدعمه.
منها الحديث الذي رواه الطبراني عن الصحابي أبي أمامة الباهلي أنه قال: "إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعدا، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرءان إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لُقّن حجته، قال [أي أبو أمامة]: فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يُعرف أمه، قال: ينسبه إلى أمه حواء، يا فلان ابن حواء
".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه [التلخيص الحبير] المطبوع في أسفل كتاب المجموع للنووي في [ج5/243]: "وإسناده صالح وقد قواه الضياء في أحكامه". انتهى كلام ابن حجر [والضياء حافظ] والذي بين أقواس من إضافتنا للتوضيح، فها هو ابن حجر يحكم على إسناد هذا الحديث أنه صالح، وكفى بابن حجر حاكما في أسانيد الحديث
.
وفي هذا الحديث دليل على جواز التلقين الذي تعارف الناس عليه منذ عهد السلف الصالح ولم ينكره إلا قليل قد ظهروا في هذا الزمان همهم التضييق على المسلمين وتغريبهم عن دينهم، أعاذنا الله من ذلك
.
ومما يُرَدّ به على محرّمي هذا الأمر أقوال العلماء المعتبرين من المذاهب الأربعة بجواز تلقين الميت:

المذهب الحنفي:
الشيخ عبد الغني الغنيمي الدمشقي الحنفي في كتابه اللباب في شرح الكتاب [ج1/125] قال: "وأما تلقينه [أي الميت] في القبر فمشروع عند أهل السنة لأن الله تعالى يحييه في قبره". انتهى.

المذهب المالكي:
الإمام القرطبي صاحب التفسير المشهور فقد أفرد للتلقين بابا من كتابه التذكرة بأحوال الموتى والآخرة [ص138-139] أسماه: [باب ما جاء في تلقين الإنسان بعد موته شهادة الإخلاص في لحده]، وقد ذكر أن العمل جرى في قرطبة على تلقين الميت واستشهد بنصيحة شيخه أبي العباس القرطبي في جواز التلقين.

المذهب الشافعي:
1-قال الإمام النووي في المجموع [ج5/303-304]: "قال جماعات من أصحابنا يستحب تلقين الميت عقب دفنه"، ثم قال: "ممن نص على استحبابه: القاضي حسين والمتولي والشيخ نصر المقدسي".. وقال: "وسئل الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عنه فقال: التلقين هو الذي نختاره ونعمل به"، ثم قال النووي: "ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يُقتدى به وإلى الآن". انتهى كلام النووي.
2-قال الإمام أبو القاسم الرافعي الشافعي في كتابه فتح العزيز بشرح الوجيز [المطبوع في أسفل كتاب المجموع ج5/242]: "ويستحب أن يُلقن الميت بعد الدفن فيقال: يا عبد الله بن أمة الله.." إلى ءاخره.

المذهب الحنبلي:
1-الإمام منصور بن يوسف البهوتي الحنبلي في كتابه الروض المربع ص 104.
2-الإمام المرداوي الحنبلي في كتابه الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف [ج2/548-549] قال: "فائدة يستحب تلقين الميت بعد دفنه عند أكثر الأصحاب". انتهى.

بعد هذا النقل عن أئمة من المذاهب الأربعة على جواز التلقين لم يبق لمانعيه حجة إلا الهوى، ولا يضر في هذا المقام توضيح تفسير ءاية يحتج بها مانعي التلقين، والآية هي قوله تعالى: {وَمَآ أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}، فإنها مؤولة لا تُحمل على الظاهر، والمراد به تشبيه الكفار بمن في القبور في عدم انتفاعهم بكلامه وهم أحياء، ذكر مثل هذا التفسير ابن حجر في الفتح [ج7/354] والقرطبي في تفسيره [ج14/305].
وليس المعنى أنه لا يحصل لأهل القبور سماع شىء من كلام الأحياء على الإطلاق للأخبار الصحيحة الواردة في ذلك، منها ما رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على قليب بدر وفيه قتلى المشركين فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء ءابائهم: "يا فلان ابن فلان"، قال: "إنا وجدنا ما وَعَدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا"، فقال عمر: "ما تُكَلّم من أجساد لا أرواح لها" (ماكان بلغه عمر أن الأرواح تعود للجسد في القبر لذلك يسأل)، فقال رسول الله: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"، وكذلك حديث البخاري الذي رواه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم".
وفي الختام نتمنى أن نكون قد أوصلنا المقصود وبيّنا الحكم الشرعي في تلقين الميت، وأن الفتوى بتحريمه لا دليل عليها ولا برهان، فقد اكتوى بنار مثل هذه الفتاوى التي تخالف الحق كثير من المسلمين، فكم حُرِم أهل من تلقين ميتهم، وكم حُرِم ميت من إفادته بتلقينه كلمة التوحيد.


الله سبحانه وتعالى اعلم واحكم

Tidak ada komentar:

Posting Komentar